العلامات الثمانية لزيارة الإدارات المغربية

tiflet6قد تبدو هذه التدوينة لكثير من الأصدقاء أنها تحمل نوعا من التشاؤم ولكن إن تصادف وقمت بزيارة إدارة مغربية بهدف قضاء مصالحك فمن الوارد جدا أن تعود بعلامات لا يخفى تمييزها عن عيني عارف، فزيارة الإدارات المغربية لها علامات أصبحت معروفة في مجتمعنا المغربي قد قمت بتلخيصها في ثمانية وهي كالتالي :
العصبية لا يمكن أبدا أن تعود من زيارتك للإدارات المغربية وأنت سعيد لأن كمية الأخذ والرد بين المكاتب تصيبك بهستيرية تفقدك أعصابك وتشعرك بالعصبية ،وتحسسك أنك أشبه بكرة يتقاذفها الإداريين فيما بينهم فكل واحد منهم يرسلك للأخر بدعوى أنه ليس المسؤول عن قضاء مصلحتك.
الصبر وهي من الصفات المحمودة التي نكتسبها من خلال هذه الزيارات والتي يجب علينا أن نشكر عليها إداراتنا التي تزرع فينا هذه الصفة بتماطل موطفيها في أداء واجباتهم المهنية، لهذا أنصح أي شخص يفتقد لهذه الصفة أن يزور إداراتنا بالمغرب، ربما ستكون ذات نفع عليه.
الحكمة نعم ما أقصده هو الحكمة فعلا، مثل تلك التي نسمعها من أشخاص اجتازوا مصاعب الحياة وأصبحت لهم معلومات عظيمة يفيدون بها الشباب الذين ليسوا على علم بما ينتظرهم في هذه الحياة، فزيارة الإدارات المغربية في حد ذاتها تعتبر من تحديات الحياة التي تمنحك مهارات وحكم يمكنك أن تفيد بها غيرك، وإن كنت من الزائرين الدائمين لها، فربما قد تصبح مثل إبراهيم الفقي تحاضر وتكتب عن نجاحاتك ومهاراتك التي اكتسبتها من تجربتك هذه .
الغباء أو بالأحرى التغابي لأنه من الغريب أن تجتمع صفتي الحكمة والغباء في شخص واحد ولكن زائر الإدارة المغربية يمكنه ذلك لكونه سيضطر لتصديق كم هائل من المبررات الغبية لعدم قضاء مصالحه ابتداء من عدم وجدود المسؤول عن توقيع الأوراق إلى انقضاء قلم الحبر . ولعل أغبى تبرير سمعته شخصيا كان يوم أخبرني أحد الأعوان الإداريين بأن تأخره كان بسبب برودة الجو وقد قمت بتأريخ هذه المقولة على حائطي الفيسبوكي ليستفيد منها غيري أنظر هنا
تورم الأرجل الوقوف لساعات طويلة في انتظار توقيع ورقة ليس من شأنه أن يورم قدميك بل من الممكن أن يتسبب في عودتك إلى بيتك على كرسي متحركعن
التأخر في العودة ويحدث أن تكون أول الواصلين إلى بلدية أو مقاطعة مغربية وتكون أخر المغادرين، فقضاء المصالح في إداراتنا لا يرتبط بوقت وصولك ولا برتبتك وسط الطوابير بل يكون متعلقا بعدد معارفك وبما يتيسر من ما ستخرجه من محفظتك.
النقص في الأموال وهو ما ذكرته فعلا في النقطة السابقة لأن السبب واضح بكل بساطة فبرغم من أن اللافتات الشهيرة المكتوب فيها الجملة السطحية المعروفة”لا للرشوة” التي تدعو إلى محاربة الرشوة بحرفي اللام و الألف تملئ إداراتنا فإنها لازالت المحرك الأساسي للتواقيع على أوراقنا الإدارية
اللاوطنية من النادر جدا أن يخرج مواطن من إداراتنا بدون أن يسب ولو لمرة واحدة الوطن ويتمنى لو كان في بلد أخر يحفظ لمواطنيه كرامتهم وتقضى في مصالحهم الرسمية بدون تعقيدات

 

الصورة لبلدية مدينة تيفلت بالمغرب

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *